#قصه العبد الذي ليس بينه وبين الله حجاب إذا دعا الله اجابه#الشيخ عبدالغني العقالي
سيدنا مالك بن دينار عرض عليه أحد الزهاد الكبار. كم في الكوفة. فيقول أنا لم أر في الشارع وجدت الناس مع الدهر تأتي لي كله نساء ورجال كبار وصغار. فقلت ما الأمر في إخواننا؟ قالوا لي السماء تمطر منذ فترة. وأجبت الأرض ونحن في احتياج إلى الماء. نذهب إلى المسجد الكبير في البصرة نصلي صلاة الاستسقاء لعل الله يرويه لنا. قلت أدخل معهم. فصل لينا الظهر وصلينا صلاة الاستسقاء وأخذنا نجر وندعو الله أن يرسل لنا القطر. المطر جعلنا نهاية العصر لا يوجد شيء فوصلنا بعد صلاة العصر نشعر وندعو الله أن ينزل لنا الغيث. لغاية المغرب لا يوجد شيء. وصلنا من بعد المغرب إلى العشاء ندعوا الله ونجري إليه السكينة يا رب فلم يثقل تأخر الليل وقلنا خلاص كل واحد يروح بيته ويذكر أن عساه أن يشتري وعسى من الله واجب. وتفرغ الجامع إلا أنا أضيف. فقلت أبيت الليلة في المسجد. مسجد البصرة الكبير. كانت كمية الأنوار قليلة. حاجات بسيطة. كلها تناول. فاخترت جانبا في المسجد. وأنا الوحيد الذي تبقى كل واحد أروح بيته. أهل البلد. وذهبت راكضة وفي هدأة الليل إذ بشاب أسمر والدنيا ظلمة ذو أظافر وشفتيه غليظة. أبو نوفل عريضة من كعين أو المنكبين أو عظم كراريس العظم كتاب. فإذا به يتنفس فاستيقظت أنا أراه وهو لا يراني. هو نادم. فاضل لكن أنا أرى أنا في الظلمة. وهذا بعد نصف الليل يصلي صلاة وهذا عبد من عبيد. فلما وجدته اعتدل إلى القبلة يتنفس. ركزت معاه. هو لا يراني لكني أراه فإذا به يأتي ركعتين ثم يبسط كفيه ويقول يا رب لا تهلك بلادك بذنوب عبادك لا تهلك بلادك بذنوب عبادك.
اقسم عليك بك منك إليك لا أحصي ثناء عليك. تعودنا منك الكرم فلا يكون من الكريم إلا الكرم. اللهم إني أسألك سقيا من زرعنا ولمواصلة مشينا، وللنساء ولأولادنا ولأنفسهم. اللهم أمطر علينا من فيض وجودك، ومن عجب سمائك فإنك تقول للشيء كن فيكون. قال فلما أنزل يداه سمعت البرق والرعد. وسار مسرعا إلى الباب فتسلل خلفه فارتدت حذاءه وخرج وإذ بالسماء كأنها أبواب القرى. وبدأ المطر يهطل فسرت خلفه. أريد أن أعرف من يكون. أريد أن أعرف من هز البلد. كلها كانت مقلوبة من الظهر لغاية بعد العشاء بساعتين. لا يوجد واحد مقبول ولا مصلحة. هذا حال الدنيا كلها. وعابد أسود. لا أريد أن أعرف جلده. أموت وأعرف السر. فسرت خلفه فسار مسرعا من الماء. دخل في درب فدخلت وراءه ودخل في حارة فدخلت وراءه الى أن دخل في بيت. انفتح شرا على واحدة ولا اثنين. فأردت أن أجعل للبيت علامة. فأمسكت من التراب وقد تحول الى طين شغال. ووضعت شيئا على الجدار. فكانت لي قالب كعلامة. ورجعت الى المسجد. وفي الضحى خرجت أبحث عن العلامة. أريد أن أرى رجل في النار فسرت حتى وصلت الى موضع العلامة. فوجدت بوابة في داخلها خان، خنجر، قيسارية. هذه الوكالات الواسعة التي فيها أكثر من الوادي يعني. قال فنظرت فإذا برجل سيد من السادات وحوله مجموعة من العبيد إماء وذكرنا نسوان ورجال.
فتأمل. فقال تعالى نحن نبيع ما يعجبك التي تعجبك وحدة واحدة بالثمن. أنا رجل أقلب في هذا الأمر تاجر رقيق تاجر عبيد سوق نخاسة. قال فنظرت واحدا بعد الأخر فلم تقع عيناي على من رأيت. قلت ألا يوجد عندك غير هؤلاء؟ قال كلهم هؤلاء وأنت واحد. الصبحي قال أنا لي أسبوع يحتج يعني لا يوجد غير أنه لا يوجد شغل وأنا أرى أخي. قلت له سأعترف النظر وستأتي في مرة أخرى. وأنا أخرج وجدت غرفة يجلس فيها عام. بمفردك. فنظرت إليه فعرفت. هو. فقلت أريد هذا. قال دعك من هذا. هذا عبد فاسد لا يشتريه أحد ولا يصلح في شيء على خدمة الجيش، وسيبك من هذا حتى أخلص من هذا أبدا. قال أنا أريده. قلت لك لا يصلح معك أبدا. قال أنا أريده. قال خذوا حتى ببلاش. أنت هناك تمسك كلامي لمصلحة خذ أحد ينفعك. قال أنا أريده. قال خذه حتى ببلاش، قال لا بالثمن هذه اللي تجيبه أعطاه وأخذ العبد وذهب به إلى البيت وقال له إنما جئت بكل عاتقك لوجه الله. قال بارك الله فيك سيدي ولما تعتقد أني؟ قال لأنك سيد من سادات ومن أصحاب الفضل. قال من قال هذا؟ أنا عبد مملوك فقير مسكين حقير. أنا سيد من الثلاثة. أنا صاحب فضل يا سيدي. يبدو أنك تائه ولا تعرف. أنا عبد فقير حقير. قال لا. أنت ممن إذا دعا الله أجابه. وقال أنا من قال هذا. قال أقول لك أنا بكل ثقة فأنا رأيتك البارحة في المسجد وأنت السبب أن يسقيه الله من السماء.
قال أأنت رأيتني؟ قال رأيتك وسمعتك وكنت في المسجد ولم يكن في المسجد غيري. قال أأنت سمعتني؟ ورأيت أخي؟ قال نعم. فرفع يديه إلى أعلى وقال إلهي ومولاي يا صاحب السر إن السر قد ظهر ولا أريد العيش بعدما اشتهر. ثم أخذ شهيقا فسقط على الأرض فقلبت له فوجدته قد فارق الحياة الدنيا. وجدوه قد فارق الحياة. هبط مثلما يسافر عريض الملائكة لكنه موصول إلى الله. يبقى ليس باللون. يبقى ليس بالشكل. يبقى مش بالجسم. يبقى مش بالشهادة. يبقى مش بالعينة. يبقى مش بالإرث. نعم يختص الله برحمته من يشاء. أسألك يا ربنا وأنت القدير أن تردنا إليك ردا جميلا. اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك، اجعلنا من عبادك الباقين من خشيته، واجعلنا من عبادك الواقفين عند حدودك. اللهم أكرمنا بكرامتهم عندك، ورضى عنا برضاك عنهم، واجعل بلادنا أمنة مطمئنة سخاء رخاء يا رب العباد. اللهم ردنا إلى ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشي، وأصلح لنا أسرتنا التي إليك فيها معهدنا. اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى. اللهم لا تلقين ولا تشق بنا ولا تجعلنا سببا لمن شقي علمنا ما ينفعنا. ينفعنا بما علمتنا. فقهنا في ديننا ردنا إليك ردا جميلا. اللهم صلي على النبي وأهله عدد الكمال لله وكما يليق بكمال أمين أمين رب العالمين. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعدكم لعلكم تذكرون أو اذكروا الله.
يذكركم الله عليه مما تصنعون وأقام الصلاة.
تعليقات
إرسال تعليق